خاص- أنطونيلا جعلوك

إلتقاط الصور أصبح جزء من حياتنا اليوميّة حيث أنّ جميع الوسائل لإلتقاط الصور أصبحت في متناول الجميع , لا نذهب إلى أي مكان دون إلتقاط صورة تذكارية لنا و لا نُفوت مناسبة من دون صورة تذكاريّة , لا يمكننا أن ننكر أن الصور هي الذكريات المتبقية لنا . يطلّ علينا المصور اللبناني المشهور "رمزي منصور"  ليطلعنا على بعض النقاط المهمة المتعلقة بموضوع التصوير . 

التصوير هو فنّ , والفنان عليه أن يتمتع بحسّ الإبداع وأن يكون كتلة من المشاعر ليبرز جمال الصورة حيث أن ليس فقط المهنية مطلوبة بل الأحاسيس والمشاعر عليهم أن يطغوا على الصورة كي تكون بالجودة والأصالة المطلوبة.

برأي "رمزي منصور" للحصول على صورة عالية الجودة على المصور أن يكتشف الثغرة الأمنية بينه وبين الموضوع الذي يصوّره , لا يمكن للشخص أن يطلب الأصالة والجودة من موضوع ما إذا كان هو نفسه غير مؤهل . أمّا بالنسبة للطريقة التي يُصنع بها أصالة وجودة صوره يقول "منصور" إنه يحتاج لبيئة هادئة وآمنة كي يعمل إن كان في الاستديو الخاص به أو أي موقع آخر , إنه بحاجة إلى مكان مريح كي يشعر بالأمان حيث يشدّد أن الأمان والراحة تمنحانا الثقّة , عندما يشعر الشخص بالأمان والراحة يُهدم جدار القلق والخوف , لا نعد نخشى ما قد يحدث لكننا نثق بما يمكن أن يحدث . 

بالنسبة للثقة بين المصوّر والأشخاص يقول "منصور" عندما يثق شخصٍ ما في الديناميكية الكاملة بينه وبين المصوّر عندها لم تعد جلسة تصوير بل تبادل نوعي للطاقة بين شخصين يتطلعان إلى خلق تجارب حقيقية ومن خلال هذه التجارب نضمن تحقيق الإبداع والجمال .

الصور هي صانعة الذكريات يتابع "منصور" , لا يجب أن تكون الصورة الجميلة مثالية من الناحية الفنية فقط , الصورة الجميلة يجب أن تُخاطب الجمهور سواء كانت صورة فردية أو مجموعة صور تحكي قصة , إنّها مُجرد التحدث إلى المشاهد . يتابع ويقول الصورة التي يقدّمها لشخصٍ ما هي هديةٍ له , إنهم يسمحون للمصوّر برؤية مخلبهم النحيف في الوقت المناسب الذي سيتم إلتقاطه إلى الأبد إنه إمتياز للموصر وشرف له . 

عن رأيه بوسائل التواصل الإجتماعي يقول "منصور" , وسائل التواصل الإجتماعي لديها تغييرات تُكرّم هذه الهدية لتصبح نظرة سريعة لمدة ثانيتين ثم تنتقل إلى الصورة التالية ويشدّد أنّ هذه الصورة سيتم إلتقاطها في الوقت المناسب إلى الأبد, لذا من الشرف أن تقوم بتصوير شخصٍ ما وإبرازه بشكله الطبيعي والحقيقي . بعد كل جلسة تصوير يسأل نفسه هل كانت هذه آخر صورة تم إلتقاطها ؟

ختاماً يقول "منصور" أنّه عاشق لمهنته ويقدّمها بأبهى صورةٍ فالأشخاص اليوم لديهم صورة معه ولكن الغد من يدري ؟ اليوم يُريهم الجمال الذي يراه بداخلهم كما يراهم لأن لا أحد يضمن ما الذي سيأتي بعد الغد.

أخيراً وليس آخراً , الصوّر هي الذكريات الجميلة والحزينة التي تبقى خالدة إلى الأبد ومن دونها لما إستطعنا أن نكتشف التاريخ ولكن يبقى السؤال هل كل من إلتقط صورة أصبح مصوّر؟