لمع إسم الكابتن فراس تارك في عالم البحار والسفن ليشكّل علامة فارقة بفضل تميزه واحترافيته وريادته في هذا المجال.

هو من بيبلوس - جبيل كما يحلو له أن يعرف عن نفسه، انطلقت مسيرته بعمر ١٥ سنة حيث انتقل الى ايطاليا ليلاحق حلمه بأن يصبح قبطان على باخرة سياحية.

يتكلم خمس لغات هي العربية والفرنسية والانكليزية والايطالية والرومانية، التي اكتسبها من والدته الرومانية.

لم تكن مهمة الكابتن فراس سهلة حيث تحدى الصعوبات لاستكمال دراسته وثابر على تحقيق هدفه، فقد كان البحر عشقه والسفن عالمه.

وفي العام ٢٠٠٥ أنهى الكابتن فراس تارك القسم الأول من دراسته وتخرج كتلميذ ضابط من الأكاديمية البحرية، لينتقل في العام ٢٠٠٦ للعمل مع Abou Merhi cruise لصاحبها رجل الأعمال مرعي أبو مرعي. ونذكر هنا أن Orient Queen كانت أول باخرة سياحية في لبنان والشرق الأوسط بطول ١٦٠ متر وسعة ٨٠٠ سائح و٣٢٠ طاقم. إلا أن الظروف عاكسته مرة أخرى. ففي العام ٢٠٠٦ توقفت الملاحة والعمل في السفينة بسبب اندلاع حرب تموز، إذ تولت السفينة مهمة اجلاء المواطنين الأميركيين الى قبرص بناء على طلب السفارة الأميركية. وبعدها تم تأجير السفينة لخارج لبنان. وهكذا، عمل الكابتن فراس من العام ٢٠٠٦ لغاية ٢٠١٢ مع عدد من الشركات الايطالية والألمانية واليونانية على متن العديد من السفن السياحية حول العالم، مكتسباً بذلك خبرة ومعرفة وجدارة وضعته في مصاف المميزين في مجال قيادة السفن.

وفي العام ٢٠١٢، تملك السيد مرعي بو مرعي سفينة سياحية أخرى أسماها أيضاً orient queen كسابقتها، فعاد الكابتن فراس تارك للعمل عليها، ونال في عمر ٢٩ سنة شهادة قبطان ليصبح بعمر ٣٣ قبطان سفينة orient queen ومن أصغر من يتولون قيادة السفن السياحية ومن أول اللبنانيين في هذا مجال.

ويشرح الكابتن فراس كيفية التقدم في رتب ومهمات القبطان، إذ تمتد مسيرة الأخير على ما لا يقل عن أربع سنوات من الخبرة في البحر والامتحانات للانتقال بين الرتب، قبل أن يصبح المتخرج من البحرية قبطانًا.

وبعد عدة سنوات، عادت اللعنات لتلاحق orient queen في عام ٢٠٢٠. فقد كانت السفينة يوم الرابع من آب راسية في مرفأ بيروت بالقرب من موقع الانفجار الذي لحق بها أضراراً جسيمة أدت إلى غرقها وخسارة شخصين من طاقمها.

ومع انتهاء مغامرة orient queen وتوقف الحركة حول العالم بسبب جائحة الكوفيد لعدة أشهر، انتقل الكابتن فراس تارك للعمل مع شركة فرنسية واضطر مكرهاً على مغادرة لبنان.

وفي حديثه، شرح الكابتن فراس أنه لا خطر على السفينة بشكل عام، فإذا كان القبطان وطاقم السفينة يملكون الخبرة اللازمة ويلتزمون بأعمال الصيانة بشكل دوري، فهم قادرون على تجنب أي خطر وتخطي الأحوال الجوية والطبيعية مهما كانت صعبة.

وعن تفضيله للعمل بين السفن السياحية أو التجارية، ففضّل السفن السياحية، إذ تفسح له المجال للتعرف على أناس جدد من جنسيات وثقافات مختلفة وزيارة بلدان عدة والتعرف عليها، ناهيك عن رفاه حياة السفن السياحية.

وشدد في حديثه أن عمل القبطان مسؤولية كبيرة اذ أنه يتحمل كل ما يجري على السفينة، كما هو مسؤول عن أرواح المسافرين والطاقم الذين تتعدى أعدادهم المئات وحتى الآلاف، بحسب كبر السفينة.

ختاماً، ما يؤكد نجاح الكابتن فراس تارك وتميزه في هذا المجال، هو بروز اسمه في عالم البحار والسفن وقيادتها، إضافة الى عمله مع عدة شركات سفن سياحية حول العالم. وهكذا، رفع اسم لبنان عالياً وأثبت قدرة القبطان اللبناني على منافسة نظرائه في هذا المجال حول العالم.