على مرّ العصور المعروف بأنّ الموضة والأزياء أكثر ما تهتم وتحلم به المرأة العربية والأجنبيّة ورغم الإختلاف والمُشاحنات الكثيرة  بين النساء إلاّ أنّ عشقهم للأزياء والجمال هو الرابط المشترك الوحيد بينهم .

"ميرا النوري" إسم إجتاح مواقع التواصل الإجتماعي ولا سيّما "إنستغرام" منذ سنواتٍ قليلة , وُلدت عام 1997, هي إبنة العراق حيث نشأت وترعرت  في بغداد , متأهلة . منذ نعومة أظافرها وهي مولعة بلأزياء , كان حلمها الوحيد أنّ تَرتقي خشبة مسارح عرض الأزياء العالميّة وأنّ تحصد لقب أوّل عارضة أزياء عراقية. عند بلوغها سن 13 سنة صممت ونفّذت أوّل ثوبٍ لها , حيث بدأت بتصميم وتنفيذ جميع ثيابها حتّى يومنا هذا , ليس حلمها أنّ تصبح عارضة أزياء فقط بل هي تمتلك موهبة التصميم منذ صغرها . 

درست إدارة الأعمال في إحدى جامعات بغداد ولتكتمل موهبتها درست تصميم الأزياء في الجامعة وتخرجت منها حاصلة على لقب مصمّمة ماهرة . منذ أنّ كانت في سنّ المراهقة وهي تتّبع نظام أكل صحّي معيّن لكي تحافظ على رشاقة جسدها وصحته , فعرض الأزياء يتطلب رشاقة عالية وصحّة جيّدة خالية من الأمراض والمشاكل . 

عانت ضعوطات كثيرة بسبب جرأتها فالمعروف في المجتمع العربي التحفظ التّام والإنغلاق الفكري المتحجّر وخاصةً بما يتعلق بالنساء , فلا يمكن لفتاةٍ عربيةٍ أنّ تَعرض الملابس وأنّ تُعَرِّض سمعتها للخطر , كانت هذه المشكلة تواجهها دائماً وتقف حاجزاً أمام تحقيق حلمها بإعتلاء المسارح العالميّة . بسبب الضغوطات النفسيّة والمعنويّة التي لاحقتها , هاجرت إلى "إلمانيا/هومبورغ" حيث إقامتها حاليّاً وثابرت على تحقيق طموحاتها, إبتعدت عن عائلتها ورفاقها وتحدّت المجتمع, التقاليد والأعراف وتمسكت في الوصول إلى مبتغاها .

عملت جاهداً وتحدّت نفسها , أنشأت حساب خاصّ بها على موقع"إنستغرام" "Mira Nouri تَعرُض من خلاله الثياب ومحتويات تهتم بالموضة وكل ما هو جديد في هذا المجال المُحِب لدى الجنس اللّطيف , حصدت كمّاً هائلاً من المعجبين حيث أنّ حسابها تخطى عتبة ال 600 ألف مُعجَب من جميع أنحاء العالم . من وجهة نظرها الوصول الى الحلم يتطلب تحديات ومتاعب كثيرة ولكن عظمة الإنتصار تكون رائعة .

عندما يُحِب الإنسان شيئاً ويَسعى جاهداًَ إلى تحقيقه , لا تقف أمامه أيّة عراقيل وضغوطات ويثابر للوصول إلى حلمه .